قصيدة رثاء
أهديها لأغلى الناس ؟
أهديها لأغلى الناس ؟
يا كوكباً ما كان أقصر عمره
وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يـستدر
بدراً ولم يمهل إلى الأسحار
عجل الخسوف إليه قبل أوانه
عجل الخسوف إليه قبل أوانه
فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستُـل مـــــن أترابه ولداته
كالمقلة اسـتُلت من الأشفار
فكأن قلبي قبـــــــــره وكأنه
في طيّـه سر من ألأسرار
إن الكواكب في علو مكانها
لترى صغاراً وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا مضى
بعض الفتى فالكل في الآثار
أبكيه ثم أقول معتـــــذراً له
وُفّـقتَ حين تركتَ ألأم دار
جاورتُ أعدائي وجاور ربه
شتان بين جواره وجواري
حكم المنية في البرية جاري
حكم المنية في البرية جاري
ما هذه الدنيا بدار قرار
بينما يرى الإنسان فيها مخبراً
حتى يُرى خبراً من الأخبار
طُبعت على كدر وأنت تريدها
صفواً من الأنكاد والأكدار!!
و طلب الأيام ضـــد طباعها
كأنه طلبٌ للماء من جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما
تبني الرجاء على شفير هار
فالعيش نوم والمنية يقظـــة
والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما
أعماركم سفر من الأسفار
كانت هذه قصيدة أبي الحسين التهامي المتوفى في القرن الخامس يرثي فيها ابنه الذي مات صغيراً فرثاه بالقصيدة السابقة ........